بسم الله الرحمن الرحيم
۩ عبد العظيم سعيد
هاشم حسن الطيب .. حكاية زول مشاعرو دُقااااق ..!!
إسم محفوظ فى وجدان مستمع نهر النيل .. بريفها وحضرها .. مدنها وقراها .. يشكل حضوراً لافتاً وانيقا فى منتدياتها الثقافية والأدبية ووسائط الإعلام ، يعطر الليالي شعراً ونثراً ٌ وحكايا .
عرفه الناس منذ منتصف الستينات شاعراً وأديباً وكاتباً ، لاسيما مواطنى مدينة الحديد والنور والنار .. عطبرة التى شهدت مولد النجم ..المدينة التى يحفها النيل والأتبراوى وتغسل وجهها الجميل صباحاًومساءً .. وتصلى الخمس .. تنام على شدو الفنون والأداب .. وتصحو على صافرة القطار وهدير الورش وحركة العمال والأسواق والناس والا شياء .. هى مدينة لاتعرف الخمول والكسل .. وشمال وسط المدينة قليلاً يقع حى السيالة العتيق الذى شهد اوئل الخمسينات مولد شاعرنا الاستاذ هاشم حسن الطيب .. وتقول بطاقته الشخصية انه درس المرحلة الأولية بالمدرسة الشمالية عطبرة .. الداخلة ثم الا هلية المصرية عطبرة ومعهد الكليا ت التكنلوجية . وعمل بالسكة الحديد.. متزوج واب لـ: نازك ، ناهد ،نزار ، ولؤى، وهاشم رجل رسالى شهم كريم رقيق الحاشيه مرهف الشعور والوجدان مهذباً يفيض رقة وعذوبة تأسره الكلمة الطيبة يألف ويؤ لف ، عرفته عن قرب من خلال تعاونى مع صحيفة (( النيل اليوم )) فى ثوبها الثانى القشيب ، وفى مكتب الأخ الصديق الأستاذ عقيد . ربان السفينة الماهر وحادى ركبها الميمون .. كنت أرى هاشماً مع كوكبة من الزملاء .. طاقم . النيل اليوم . الاساتذة المتميزون .جمال مكاوى .عبد المنعم عقارب . عاطف الحداد وأحمد عمار ( عرسان الموسم ) والمعنيون بكلمة عرسان هما عاطف وأحمد، ( عشان الحكاية ياعقيد ماتجيب لينا كتاحة ) وفى جانب ذى صلة ومكان ليس ببعيد ألحظ هنالك أيضاً وجه آخر للتميز.. أخوات نسيبة بنات (النيل اليوم) المجاهدات بالكلمة والقلم فلهن التحية والشىء بالشىء يذكر ، ولهاشم عدد كبير من الاغانى والاشعار .. تغنى له كل فنانى عطبرة تقريباً إضافة لبعض فنانى الخرطوم .عبد الرحيم البركل . ود البكرى . فرقة الصحوة . حنان ابراهيم وآخرون ، وصدرت له ثلاثة دواوين هى ،
(بطاقة حب للسكة الحديد ، أغنيات للوطن ، انا ومشاعرى ) وهى جديرة بالإطلاع والقراءة وللشاعر أيضا ديوان تحت الطبع فى الشعر الرياضى باسم (هلال العز) وتتميز المفردة عند هاشم بالشفافية وصدق المشاعر وتصوير الحياة اليومية فى مدينة تعج بالناس والأشياء والأحداث ، فكان أشبه بالمرايا التى يرى الناس من خلالها أنفسهم .. بل حتى تجاربه وحياته الخاصة صاغها شعراً ونثراً فتأمل معى عزيزى القارىء : هذه التراجيديا الحزينة التى تغنى بها المبدع .مصطفى مضوى . ( أشكيه لى مين القدر) وهى قصة واقعية عاشها هاشم بكل احاسيسه ومشاعره وصورها أبلغ تصوير حتى صارت أغنية المقادير بلسمًا وعزاءً لكل المصابين أمثال شاعرنا وما أكثرهم ..( وأنا منهم أيضًا أخى هاشم ـ فقدت زوجتى وصنو روحى اوائل التسعينات إذ أسلمت الروح الي بارئاها بمستشفى عطبرة .. وهى مازالت بعد عروساً ..!! ودفناها ذات صباح بالجباراب.. دفناها كما لو كنا نغرس نخلة ..!! فقلت وداعاً يا أم التوءم ..محمد..منى..) والزمان أوآخر السبعينات وحى السيالة العريق يشهد حراكاً نسوياً لا فتاً وأصوات الصبايا الحسان يضربن الدفوف ويغنين فرحا بقيدومة العرس الكبير .. كان ذلك والفرح قاب قوسين أو أدنى .. والعروسة فى خدرها مضمخة بعطرها لم تزف له بعد ..!! حيث كانت يد المنون أسرع ومشيئة الله فى خلقه هى الماضية ومنذ الأزل . .فكان الرحيل ..!! وكانت( المقادير)
أشكيه لى مين القدر ** وأشكى المقادير لى منــــو
شوفوها خلت حالى كيف ** يحزن عدوى ويحننــو
بقت الدموع أقرب صديق ** لى عمرى لى قلبى الرهيف
جفًت شتولى الخدرت ** وصبحت فصول الدنيا صيف
ويواصل قائلاً:
بعد الفرح ماكان قريب
بعد الفرح طََل القليب ** جات المقادير أدمتو
ياحليلو كان ضامى الفرح ** كل الهموم جات ضمـتو
وحتى هذا القليب الرهيف لم يسلم من عاديات الزمان وتصاريف القدر ..!! فُأُخضع صاحبه لعملية جراحية كبرى (قلب مفتوح) كللت بالنحاح التام .. والحمد لله من قبل ومن بعد
الى ان يقول :
ياحليلو ماتت غنوتو
لا لاقى نور فى سكتو ** لا طل فى دنياه عـيد
وبعد الفرح ماكان قريب ** جات المقادير ماده إيـد
وللشاعر أغانى وأشعار أسهمت فى حل الكثير من القضايا الإ جتماعية ..مثل حث الشباب على الزواج ونبذ عادة غلا المهور،
ياشباب العصر همــو ** العرس لازم نتمـو
العريس يبنى الأمـانى ** وعش يضم ريدو ويضمــو
أنبذوا الزيف والمظاهر ** والملايين ..... والجواهر
العرس خلوهو ساهل ** و كل عازب يبقى آهل
يذكر ان الاستاذ هاشم حسن الطيب سافر الى جمهورية مصر العربية برفقة زميلة الأستاذ ذو الفقار حسن عدلان ممثلين للولاية ..كان ذلك فى عهد الرئيس الأسبق جعفر نميرى ، كما تم تكريمه من قبل نادى النسر الريا ضى شيخ الأندية العطبراوية ..تحية الصحة والعافية نسوقها لشاعرنا الكبير ولكل مبدعى نهر النيل.
نواصل
۩ رابطة الإعلاميين - الدامر