نسبةً لما تمثله هذه النبته لإنسان هذه المنطقه حيث تمثل الداعم الرئيسي لإقتصاده ؛ كان لابد أن نكتب عنها
(( نبتة الحناء)) Lawsonia Inermis:
شجيرة من الفصيلة الحنائية lythracees حولية أو معمرة تمكث حوالي 3 سنوات وقد تمتد إلى عشرة، مستديمة الخضرة، غزيرة التفريع، يصل طولها إلى 3 أمتار أوراقها خضراء بسيطة بيضاوية بطول 3-4 سم.(هذا الوصف والتفصيل لا يحتاج إليه أبناء لجباراب فقط للمعلومه العلميه )
والموطن الرئيسي للحناء جنوب غربي آسيا، وتحتاج لبيئة حارة، لذا فهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة أفريقيا. كما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر ألبيض المتوسط وأهم البلدان المنتجة لها مصر والسودان والهند والصين(5).
لمحة تاريخية:
عرفت الحناء منذ القديم، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياء الفرعونية مخضبة بالحناء، واتخذوا عطراً من أزهارها. ولها نوع من القدسية عند كثير من الشعوب الإسلامية إذ يستعملونها في التجميل بفضل صفاتها فتخضب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر، كما يفرشون بها القبور تحت موتاهم. وتستعمل في دباغة الجلود والصوف ويمتاز صبغها بالنبات.
استعمل الفراعنة الحناء من مسحوق أوراقها لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح
وينحصر استعمالها في أوربا وأمريكا في صباغة الشعر، إذ أنها لا تضر به فضلاً عن تقويتها لجلد الفروة وهذا مهم جداً لأن صباغات الشعر الكيماوية كثيراً ما تؤدي إلى أمراض التهابية وتحسسية عديدة وأعراض انسمامية أحياناً كما تتجه الأنظار إليها في الوقت الحاضر لاستعمالها في صناعة المواد الملونة لسهولة لاستخراج العنصر الملون فيها، وتمتاز بألوانها الجميلة ذات المقاومة الأكيدة لعوامل التلف.
التركيب الكيماوي:
يستعمل من الحناء أوراقها وأزهارها. حيث تحتوي الأوراق على غليوزيدات مختلفة أهمها اللاوزون (Lawsone)وجزئيها الكيماوي من نوع 2- هيدروكسي 1-4 نفتوكينون، وهي المادة المسؤولة عن التأثير البيولوجي الطبي وعن الصبغة واللون ألسود، كما تحتوي على مواد راتنجية Resineوتانينات تعرف بـ حناتانين Hennatanninأما ألأزهار فتحتوي على زيت طيار له رائحة زكية وقوية ويعتبر أهم مكوناته مادة الفاوبيتا إيونون (A,B,lonone)من(6).
- المكونات الفعالة في الحناء تحتوي أوراق نبات الحناء وفروعها الخضرية الصغيرة على صبغة وتدعى لاوسون. كما توجد في الأوراق أيضا" راتنجات resins و تانينات تسمى حناتانين ودهون والعديد من المركبات مثل كومارين Comarins وليوتيولين Luteolin
ومانيت Mannite وتحتوي أزهار الحناء على زيت عطري يوجد فيه مركب أونون Inone من نوع ألفا و بيتا .
- صبغة ( لاوسون ) :
وهي من الأصبغة الطبيعية التي تستخرج من أوراق نبات الحناء ونبات
المجزاعة. اسم الصبغة بالإنكليزية (Lawson), أمّا اسمها العلمي فهو: 2- هيدروكسي 1,4 ثنائي تفتوكينون. كما يعرف بحمض الحناء. وقد استخدم الإنسان مستخلص الحناء الذي يحتوي على (لوسون) كخضاب للشعر والجلد لأكثر من 5000 عام، وهو ذو لون أحمر برتقالي، يمكن لصباغ (لوسون) أن يتفاعل وفق تفاعل ميخائيل (Michael addition) مع بروتين الكيراتين في الجلد والشعر, مما يعطي صبغا" دائما" قويا", يدوم حتى سقوط الشعر أو الجلد. يمتص صباغ (لوسون) الأشعة فوق البنفسجية, ومحاليله المائية يمكن أن تكون حاجبة فعالة لأشعة الشمس، وهو مناسب لصباغة الصوف والحرير والشعر، يشبه صباغ (لوسون) كيميائيا" صباغ (جغلون) الموجود في شجرة الجوز.
لاحظ العلماء أن صبغة (لوسون) توجد في أوراق جميع أنواع الجنس النباتي Lawsonia SP , كما يمكن تحضيرها صناعيا" في المعمل، علما" أن هذه الصبغة تكون في صورتها النقية على شكل بلورات برتقالية اللون تذوب بالتسخين على درجة حرارة تتراوح بين 190 و 195 مئوية .
- أضرار صباغ ( لوسون ) على الأطفال
درس فريق من الأطباء الأمريكيين المتخصصين في أمراض الأطفال التأثيرات المحتملة الفعالة لمركب (لوسون) الموجود في الحناء عند وضعها على الجلد, فأظهرت نتائج دراساتهم التي نشروها بمجلة الأطفال الرضع (Paediatrics ) في تجاربهم المخبرية على عيّنات من الدم البشري أن مركب لوسون يرفع تركيز مركب (Methaemoglobin ) في الدم ويكون بدرجة أعلى في دم الأشخاص الذين يعانون من حالة نقص أنزيم جلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز المعروف بحالة تسمم الفول Favism وهو اضطراب أيضي خلقي . ونتيجة هذه الدراسة اقترح هؤلاء الأطباء أن الحناء قد تكون السبب غير المعروف لحدوث ارتفاع في نسبة مركب بليروبين Bilirubin في دم الأطفال صغار السن خاصة الذين يعانون من حالة التسمم بالفول Favism - أو ما يسمى حالة نقص أنزيم جلوكوز6 فوسفات ديهيدروجينيز- لذا يحظر استعمال الحناء للأطفال الذين يعانون من حالة التسمم بالفول وفقر الدم التحللي .
- الاستخدام التجاري للحناء
تعددت الأنواع التجميلية التي يدخل في تركيبها مسحوق أوراق الحناء, إذ استخدم صباغ (لوسون) في تحضير كريمات واقية من الشمس, لكن العلماء لم يكتشفوا أي دليل علمي عن وجود أي خواص واقية ضد أشعة الشمس في مركب (لوسون) لوحده، كما يستخرج من أزهار نبات الحناء زيت عطري له رائحة جميلة يدخل في تركيب مستحضرات بعض العطور.
استعمالاتها الطبية:
كان للحناء مكانتها المرموقة عند أطبائنا المسلمين فقد ذكر ابن القيم أن: (الحناء محلل نافع من حرق النار، وإذا مضغ نفع من قروح الفم والسلاق العارض فيه ويبرئ من القلاع والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملتهبة وإذا ألزقت به الأظافر معجوناً حسنها ونفعها، وهو ينبت الشعر ويقويه وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين وسائر البدن).
أما الموفق البغدادي فيقول: (لون الحناء ناري محبوب يهيج قوى المحبة وفي رائحته عطرية وقد كان يخضب به معظم السلف) ويؤكد البغدادي (أن الحناء ينفع في قروح الفم والقلاع وفي الأورام الحارة ويسكن ألمها. ماؤها مطبوخاً ينفع من حروق النار وخضابها ينفع في تعفن الأظافر،وإذا خضب به المجدور في ابتدائه لم يقرب الجدري عينيه).
أما ابن سينا فيقول: (الحناء فيه قبض وتحليل وتجفيف بلا أذى) ويستعمل في الطب الشعبي كقابض وفي التئام الجروح والحروق، وغسول للعيون ومعالجة البرص والرثية. وذكر داود في تذكرته أن للحناء فوائد البول وتفتيت الحصى وإسقاط الأجنة. كما ذكر أن تخضيب الجلد بها يلون البول مما يدل على قابلية امتصاصها من الجلد.
ذكر داود الإنطاكي في كتابه (تذكرة أولي الألباب الجامع للعجب العجاب) الكثير من استعمالاتها الطبية ومنها قوله: (ليس في الخضابات أكثر سريانا" منه إذا خضبت به اليد, وتشتد حمرة البول بعد عشر درجات, فبذلك يطرد الحرارة ويفتح السدد, و طبيخه أو سحيقه عظيم النفع في قلع البثور وأصناف القلاع, وماؤه يفتح السدد ويذهب اليرقان والطحال, وتفتيت الحصى ويدر البول ويسقط, وربَّ مثقال من زهرة بثلاث أواق من الماء والعسل يقطع النزلات وأصناف الصداع, ويجفف الرطوبات الكثيرة, وكذا إذا ضُمِّدت به الجبهة مع الخل, وهو مع السمن ودهن الورد يحلل أوجاع الجنين والمفاصل, سواء في ذلك الزهر وغيرها, " ويلم الجراح ويحلل الأورام, ويذهب قروح الرأس ويصلح الشعر).
وفي الطب الحديث:
في دراسة هامة أعدها الدكتور مالك زاده أستاذ الميكروبات والجراثيم في جامعة طهران، تناول فيها تأثير نبات الحناء على البكتريا والجراثيم فكان لها نتائج ممتازة في القضاء على أنواع متعددة من الجراثيم والميكروبات ولقد تم نشرت بعض الموقع الأمريكية هذه الدراسة الهامة.
و ولقد ورد في موقع PLANT CULTURES (7)ما يلي " كشفت بعض الدراسات العلمية الحديثة أن للحناء تأثير على جسم الإنسان بإبطاء معدل نبضات القلب، وخفض ضغط الدم وتخفيف التشنجات العضلات وتخفيف آلام الحمى، حيث يمكن اعتباره كمسكن(
، حيث أستخلص العلماء منه مضادات للبكتريا والفطريات والجراثيم والتي أخذت من أوراق نبات الحناء الكاملة كما أن مطحون هذه الأوراق يمكن أن يعالج بعض الأمراض المعوية .
حيث سجلت براءة اختراع في بريطانيا لمستحضر طبي مضاد للبكتريا مستخلص من الحناء.
الدراسة المخبرية للحناء أثبتت وجود مركبان هما : (lawsone) و(isoplumbagin) لهما تأثير فعال في القضاء على السرطان" (9).
أما الدكتور حسين الرشيدي (10) الطبيبوالباحث في الجراثيم والميكروبات في الجامعات الأمريكية فيعرض خلاصة تجاربه على الحناء في دراسة نشرها على الإنترنت يقول فيها : ( نبات الحناء هو نبات مشهور في عند المسلمين والعرب، والذي ينموا في نطاق واسع في الهند والسودان، والذي يستعمل بشكل رئيسي للأغراض التجميلة والشكلية.
قبل عدة سنوات بدأت باستعمال الحناء في العلاج الطبي بعدما قرأت الحديث النبوي (كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء) والذي أخرجه الترمذي.
وبعد عدة سنوات من التجارب أصبح يسميه بالنبات السحري و يوضح ذلك في النقاط التالية:
له تأثير شفائي كبير فهو يحتوي على عدد من المواد العلاجية الهامة مثل Tanninوأصماغ أخرى مفيدة له تأثير هام في القضاء على الميكروبات والفيروسات .
استعمالات الحناء :
1. في علاج الحروق:
عندما توضع الحناء على الحروق من الدرجة الأولى والثانية تعطي نتائج جيدة في العلاج .
كما أنها تقلل من الآلام الناتجة عن الحروق.
تقلل من فقدان منطقة الجلد المحترقة للسوائل وهذا مهم إن كانت منطقة الحرق كبيرة .
لها تأثير ضد الميكروبات لذلك يقلل من العدوى.
يلتصق بمكان المجلد المصاب بالحروق حتى يشفى بشكل كامل
سهل الإضافة إلى المكان المحترق سواء كان بشكل معجون أو بشكل مطحون.
2. التئام الجروح :
للحناء أثر في التئام الجروح وخاصة القروح المزمنة والأكزما ولقد استعملته في علاج التقرحات التي تصيب القدم ولقد ثبت أن له تأثير فعال جداً (11).
أما العامل الذي يسبب الشفاء لم يعرف بعد ولكن أعتقد أن له تأثير مغزلي للجرح وخصائصه المضادة للمكروبات فالجروح تحتاج إلى مضادات حيوية عادة .
3. إيقاف النزف:
حيث قمت باستعماله للإيقاف نزف مقدمة الأنف وذلك بلصق مطحون الحناء على مكان النزف، حيث يحزم الملصوق على مكان النزف، مم يؤدي إلى توقف النزف خلال ثواني بطريقة سحرية .
كذلك إيقاف نزف الأنف الخلفي: حيث يمكن ذلك بأن يطلب من المريض شم مسحوق الحناء عبر المنخرين يجعله يصل إلى داخل الأنف أو المنخر الخلفي وهذا المسحوق سوف يلتصق المنطقة النازفة ويقوم بإيقاف النزف، أما التأثيرات الجانبية للحناء هي جعل المريض يعطس قليلاً .
كما أن للحناء تأثير مضاد للنزف يمكن استعماله في أماكن أخرى مثل إيقاف نزف قرحة الإثني عشر.
4. تأثير مضاد للفيروسات :
للحناء تأثير مضاد للفيروسات ويظهر واضحاً من خلال نتائجه في العلاج
5. استعمالات أخرى للحناء : يمكن استعمال الحناء في الطب الوقائي وخصوصا" لحماية أقدام مرضى السكري . كما ينصح د . حسين رشيدي مرضاه باستعمال الحناء على الأقل مرة في الشهر . كما يمكن استعمال الحناء في علاج ألم الظهر ولمرض التهاب القولون التقرحي من خلال جعله في حقنة شرجية .
[b]