وجه المقارنة | حصار مكة | حصار غزة |
لماذا حوصروا؟ | لقد اتفق بين الفريقين، الذَيْن تم حصارهما في عهد مكة والآن في غزة، أسبابًا دعت أعداءهم لحصارهم، ومنع كل الوسائل المساعدة لهم من الوصول إليهم:
وكان من أهمّ تلك الأسباب:
· الإيمان بالله ورسوله r .
· التمسك بالدين والدعوة .
· الدفاع عن حرماتهم ودينهم.
ولذا حوصروا جميعا، واتفق عامة الشرك والكفر على محاربتهم ومضادتهم بأي وسيلة يتم لهم ذلك، مع تجنيد كافة الوسائل المتاحة في الحصار، سواء كانت وسيلة عادية أو فوق العادية. |
الظروف الجغرافية | إن الحصار الذي كان في شعب أب طالب، تضيق مساحته الجغرافية حتى لا يتجاوز بضع مئات الأمتار.. | أما حصار غزة يتسع ليشمل قطاعاً تزيد حدوده عن ثلاثمائة كيلوا من الأمتار.. وفي هذا توسيع لنطاق الحصار المعاصر عن نطاق الحصار السابق . |
عدد المحاصرين وعدد الضحايا | والمحصورون في شعب أبي طالب إن لم يتجاوزوا المائة أو المئين، فعدد المحاصَريِن في غزة أكبر وأكبر. | ففي قطاع غزة يتجاوز عدد المحاصَرين: المليون ونصفِ المليون من المحاصرين، أطفال وشيوخ ونساء وشباب وفتيات .
وفي آخر حصد لعدد الشهداء: ففي يوم الثلاثاء الموافق 30-12-2008م وصل عددهم 364 شهيد، والجرحى 1750 بينهم حالات خطيرة. |
ما الذي تمثله الفئة المحاصرة في الزمنين؟ | الفئة المؤمنة المُحاصَرة في زمن النبوة لم يكن في الأرض غيرها تدين بالدين الصحيح (الإسلام) وهذا يعاظم الحصار ويزيد من شدته على المحاصرين.... وقد كانت تمثل رمزاً بل نموذجاً وحيداً للإسلام بوعيها وثباتها على الحق ورفضها (سبيل المجرمين والمعتدين ) وكان ذلك بدون وجود فئات أخرى على نفس نهجهم أو فكرتهم بعكس اليوم.
| لكننا اليوم، وفي زمن (الغثائية) ورغم انتشار الإسلام في الأرض.. يشكل الرقمُ الكبيرُ للمسلمين مأساة وشدةً أكبر على المحاصرين في غزة؛ حين يدوم الصمتُ, ويخيّم الذل, ويسود الهوان قِطاعاً عريضاً من المسلمين.. وتُقطع أنياط القلب كلمات الصبية والنساء - أين إخواننا المسلمون عن نصرتنا؟
وإن ما يمثله المحاصرون في غزة
هو (الرمزية) للثبات على المبدأ، والوعي بمخططات العدو، وتفويت الفرص على مشاريع (الاستسلام)، والتصدي لمشاريع (التهويد) في القدس، بل يقومون نيابةً عن الأمة الغافلة بمقاومة المحتل وتعويق (مشاريعه) الصهيونية في المنطقة.. كذلك نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً. |
وثيقة الحصار | لقد تجمع العدوّ على كتابة وثيقة فيها مبادئ الحصار، وتم تعليق وثيقته (المقدسة) في نظر المجرمين - في جوف الكعبة، وكانت تنص على: عدم إدخال طعام ولا شراب ولا علاج للمحاصَريِن من المسلمين داخل شعب أبي طالب . | واليوم : تجمع دعاة الشر في كل أنحاء الأرض فليس فقط إسرائيل وحدها هى التي كتبت تلك الوثيقة لمحاربة العاملين للإسلام والناهضين في الدفاع عن المقدسات وإخراج العدو المغتصب الصهيوني من أرض فلسطين، فلقد تجمعت الوجهات الكُفْرِيَّة في كتابة هذه الوثيقة اللعينة منذ أكثر من قرن من الزمان وحددوا المكان –فلسطين- والأشخاص، والهيئة في التنفيذ ولو بلغ ذلك القتل والتدمير بأي وسيلة، بل وصدَّق عليها دعاة حقوق الإنسان في العالم بشهادة زور دولية وعالمية. |
الظروف السابقة للحصار | في البارحة: قام العدو قبل الحصار بتعذيب المسلمين وحرقهم، وتجويعهم وتشويه صورتهم برسم صورة سيئة عن المسلمين وأنهم سحرة ومجانين وغير ذلك. | والليلة: تعب اليهود والمنافقون من محاولاتهم في تشويه صورة حماس وتعذيب أبناء حماس، الذين حملوا راية الحق خفاقة عالية، فجربوا السجون والقتل والصواريخ، والاغتيال لعلمائهم ودعاتهم، والعاملين للدين، حتى كان هذا الحصار . |
نتيجة الظروف السابقة للحصار | في البارحة: ونتيجة للتعذيب الذي قام به المشركون، وثبات المسلمين على المبدأ، اجتمع قادة المشركين من قريش في دار أبي جهل؛ ليقرروا ماذا سيفعلون بالمسلمين، فقرروا اغتيال الحركة الإسلامية وعلى رأسهم قائدهم محمد صلي الله عليه وسلم, وذهبوا إلي أبي طالب عم النبي، وطلبوا تسليمه إياهم فحماه عمه ونادي بالمسلمين أن انجدوا محمدا، فاجتمعوا في شعب أبي طالب، فكان القرار السريع بمحاصرة المسلمين ومن ناصر الداعية الأول. | أما الليلة: تماما كما فعل اليهود حاصروا حماس ومن يؤيد حماس ومناصري حماس في شعاب غزة، وأخذوا تأييدا شبه مُجمع عليه من معظم القادة والزعماء بإنهاء حركة المقاومة الإسلامية، فقرروا إنجاز المهمة بأي وسيلة؛ لأنهم رأوا ما آل إليه حال حركة المقاومة: من حب الناس لها، وتأييدهم لتحركاتها وأفكارها، وهذا أكثر ما يغيظ الأعداء قديما وحديثا، وهو تجميع المحبين والناس حولها، فكان ما كان. |
بداية الحصار | ابتدأ الحصار واستمر الحصار للمسلمين ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر وأشياء أخري، وعلى الرغم من: تنوع صنوف الحصار الاقتصادي, والاجتماعي والنفسي في حصار قريش لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم, ومن دخل معه في دينه وفكرته، إلا أنه يغاير حصار غزة اليوم.
| فلا أعتقد أننا وصلنا في غزة لهذه المرحلة وكانت تأتي للنبي أحيانا من هنا أو هناك من يهرب لهم التموين كما يحدث بالأنفاق اليوم، وقد أحزنني ما سمعت من كلام أحد الأطفال، وهو يقول: كل الناس يأتيهم طعامهم وشرابهم من فوق الأرض، ونحن يأتينا من تحت الأرض، فحصارُ صهاينة اليوم يتجاوز هذه الأطر ليضيف حصاراً عسكرياً, يمطر الأرض بوابل القاذفات, ويُسقط بالقنابل والمتفجرات صبيةً ونساء, لا حول ولا قوة لهم إلا بالله, وما نقموا منهم إلا أن يقولوا ربنا الله؟ |
بعد الحصار | وأثناء هذا الحصار، فقد اخترقت (الشهامة) العربية، ونُقضت صحيفته (الآثمة) (بحمية) جاهلية؟، فبعد ثلاث سنوات اتفق بعض المشركين علي رفض الظلم، وبعد أن تعالت صيحات المشركين الخمسة برفض الحصار تنزلت نصرة الله للمسلمين في نفس الوقت بأن الورقة قد أكلتها الدودة إلا باسمك اللهم. وبها انتهي الحصار وبدء مرحلة جديدة من الابتلاءات للدعوة. | والليلة: تقوم جمعيات حقوق الإنسان وما شابهها برفض ما يحدث، كما رفض أهل غزة الحصار وانطلقت النساء علي معبر رفح تعلي بصوتها لرفض الحصار، وما حدث قديما يشبه تماما ما حدث حين اعترض أهل غزة وغيرهم من سكان العالم ما كان من إغلاق معبر رفح، رافضين الحصار، ومفشلين مخططات اليهود والمنافقين مبتدئين مرحلة جديدة من الابتلاءات، في سبيل رفع راية الحق وراية الإسلام أسأل الله أن ينصر كل من يعمل لرفع راية الحق وينصر حماس . |
اتفاق بين القائمين بالحصار فكرةً وسلاحاً | ثمة اتفاق يوحد بين مللِ الكفر - في الماضي والحاضر والمستقبل - هو محاربة الإسلام ومحاصرة المؤمنين, وعدم الرضا إلا بمللهم المنحرفة {حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}. وسلاحهم: منع وصول النجدة لهم. | واليوم فإن الأعداء يتنوعون، ولكنه وجه لعملة واحدة، ففكرتهم واحدة وطريقتهم واحدة، والمهم هو: إبادة المسلمين، وسلخهم من أصول دينهم، وصدق الله: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}. وسلاحهم: صواريخ، وطائرات، ودبابات تستعد للانطلاق في حصد أرواح أخرى، وقد أعتبر كذلك من أسلحة العدو اليوم: سكوت الضمير العالمي، والذي لا نعوِّل عليه كثيرا، وكذا صمت الحكام والقواد وأصحاب النياشين والضبابير. |
اتفاق بين المحصورين أو المحاصَريِن | وثمة اتفاق بين مواقف للمؤمنين سابقاً ولاحقاً ففي البارحة كان الثبات على الحق والصبر على اللأوى واستشراف المستقبل,. | والليلة كذلك هم مصرون مهما حدث: على أن ينصروا دينهم وينشروا فكرتهم، ليلقوا الله وهو راض عنهم، كما قالوها عملا وتطبيقا، لا كلاما وشعارا فحسب، وحيث انتصر المؤمنون الأولون وكانت لهم العُقبى, فالنصرُ قادم لمن تأسى بهم, ووعدُ الله حق {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}. |
نتيجة الحصار | على الرغم من شدة الحصار، إلا أن الإله العظيم والرب الكريم، أفاض نعمته على المسلمين بفك وكسر الحصار، وقاموا مرة أخرى يبلغون دعوة ربهم وينشرون أفكارهم، حتى هاجروا وسادت لهم الأمور، وفتحوا بلاد وأدخلوا الإسلام رحمة في قلوب العباد، وصار لهم دولة يُرْهَبُ جانبها، وبفكرة يجاهدون من أجلها، وجيش يحمي هذه الفكرة، وانتصر المسلمون وثبت الله أقدامهم، ونشر دينهم. | واليوم نقول: ما أشبه الليلة بالبارحة، وسنقولها يوم يكسر الحصار ويعود اليهود أدراجهم ويعود الأمن والأمان لأهل غزة والفلسطينيين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ولكن لا تتعجلوا إخواننا أهل غزة وأهل فلسطين جميعها، وانتظروا قريبا نصر الله، ولكنه هو الاختبار والابتلاء الذي يريد الله منه أن يصفيكم ويطهركم ويغفر به ذنوبكم، فاصبروا وصابروا وموعدنا قريبا على أعتاب الأقصى، وبداخله نكبر ونرفع راية الإسلام إن شاء الله تعالى. |
نداء إنساني | ý أيها العالم المتحضر، ويا أيها المسلمون: مليون ونصف المليون معظمهم من الأطفال والنساء يلقون حتفهم, ويقتلون صبراً... أي وضعٍ هذا؟ هل الأموات هناك فقط.. أم من يصمت حيال هؤلاء.. هم الموتى؟
ý إلى الأمة كلها برجالها ونسائها وشيوخها وشبانها وقادتها وشعوبها, وعلمائها وعوامهم نداءٌ يقول: تصوروا أنكم في موقع الحصار, وإخوانكم من حولكم يتفرجون.. فلا تدرون أتغالبون الموت.. أم تغالبون تهميش وغفلة الآخرين؟ مدُّو يدَّ العون, أغيثوا, انصروا, فكروا وقدروا, وبما يستطيعه كلُّ واحدٍ منكم لا تبخلوا, وإياكم أن تكونوا في عداد الموتى وإن كنتم بعدُ أحياء.. فالميتُ ميتُ الأحياء, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون؟ . |
دورنا | ü إننا نستطيع أن نعمل ونتحرك باتجاهات متعددة, على الصعيد الرسمي, والشعبي, وعلى صعيد الإغاثة, والإعلام, وعلى أصعدة إصلاح الجبهاتِ وسدِّ الثغور, وبناء المستقبل, ومدّ الجسور نستطيع أن نصنع من المحن منحاً, ومن الآلام آمالاً, ومن الظلمات نوراً, ومن الموت حياة, ومن الخوف أمناً.
ü إن هذه المآسي توقظ الهمم, وتستدعي رصيدَ الأخوة, فكم من غارق في همومه الشخصية فجاءت هذه الكوارث لتوقظ فيه حمية الدين وتشعره بالولاء للمؤمنين.. وهذا مكسب وكم من مخدوع بأبجديات الغرب ومكوناته الثقافية وقيمه الحضارية من دعاوى (الحرية والديمقراطية, ومحكمات العدل, ومجلس الأمن.. وسواها) فجاءت هذه المآسي لتمحوها من الذاكرة, وتثبت (إرهابَ, وظلمَ, وجور, ولا إنسانية.. ) هؤلاء القوم.. ولتقود قيمَ حضارتِهم (المزعومة) إلى (مزبلة) التاريخ وإلى غير رجعة؟ وهذا مكسب آخر.....
ü الدعاء .. المقاطعة .. الصيام .. القيام .. نشر القضية .. توحيد الوجهات نحو النصرة. |